الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ............ وبعد
فمن
أصول العقيدة الإسلامية أنه يجب على كل مسلم أن يوالي أهل الإسلام ويعادي
أعداءه فيحب أهل التوحيد والإخلاص ويواليهم ويبغض أهل الشرك ويعاديهم
فالناس في الولاء والبراء
على ثلاثة أقسام :-
القسم الأول : من يجب
محبتهم محبة خالصة لا معاده فيها ، وهم المؤمنين الخلص من الأنبياء
والصديقين والشهداء والصالحين وفي مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
زوجاته أمهات المؤمنين وأهل بيته الطيبين وصحابته الكرام ثم التابعين
والقرون المفضلة وسلف هذه الأمة وأئمتها كالأئمة الأربعة ، ولا يبغض
الصحابة وسلف هذه الأمة من في قلبه إيمان وإنما يبغضهم أهل الزيغ والنفاق
وأعداء الإسلام كالرافضة والخوارج ، فالمؤمنين أخوه في الدين والعقيدة وأن
تباعدت أنسابهم وأوطانهم وأزمانهم متحابون يقدي أخرهم بأولهم ويدعون بعضهم
لبعض ويستغفر بعضهم لبعض .
القسم الثاني : من يجب بغضهم ومعادتهم بغضا
ومعاده لا محبه ولا موالاة معهما : وهم الكفار الخلص والمشركين والمنافقين
والمرتدين والملحدين على اختلاف أجناسهم كما قال تعالى : { لا تجد قوما
يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو
أبناءهم أو إخوانهم أو عشيراتهم } (المجادلة 22) .
القسم الثالث : من
يجب محبتهم من وجه وبغضهم من وجه : فتجتمع فيهم المحبة والعداوة وهم عصاة
المؤمنين يحبون لما فيهم من الإيمان ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي
دون الكفر والشرك ، ومحبتهم تقضي مناصحتهم والإنكار عليهم فيؤمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر بالضوابط الشرعية حتى يكفوا عن معصيتهم ويتوبوا من
سيئاتهم ، ولكن لا يبغضون بغضا خالصا ويتبرأ منهم ولا يحبون حبا ويوالون
حبا وموالاة خالصين وإنما يعتدل في شأنهم وهو مذهب أهل السنة والجماعة .
والحب
في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان كما جاء في الحديث الشريف قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أوثق عرى الإيمان المولاة في الله
والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله ) .
وأخرج ابن جرير عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في
الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان
وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت مؤاخاة الناس على أمر الدنيا
وذلك لا يجدي على أهله شيئا ) ، وحقا قد تغير الوضع وصار غالب موالاة الناس
ومعاداتهم لأجل الدنيا فمن كان عنده شيئا من مطامع الدنيا والوه وإن كان
عدوا لله ورسوله ولدين الإسلام ومن لم يكن عنده شيئا من مطامع الدنيا عادوه
ولو كان وليا لله ولرسوله عند أدنى سبب وضايقوه واحتقروه ويغفل هؤلاء أن
معاداة أولياء الله هي معاداة لله تعالى كما قال سبحانه في الحديث القدسي (
من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ) وفي رواية فقد أذنته بالحرب .
فيجب
على كل المسلم موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله فإن هذا من لوازم
(لا إله إلا الله) كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله " إن تحقيق
شهادة لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ولا يوالي
إلا لله ولا يعادي إلا لله ، وأه يحب ما أحبه الله ويبغض ما أبغضه الله "
أهـ