امريكا قلقة من التصعيد السوري على الحدود مع تركيا
اعربت الولايات المتحدة الامريكية عن قلقها من ان حشد سورية قواتها قرب الحدود التركية يمكن ان يصعد الازمة في المنطقة، وقالت انها تبحث الوضع مع المسؤولين الاتراك.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون: "ما لم تنهي القوات السورية استفزازاتها وهجماتها فورا والتي لا تؤثر فقط على مواطنيها لكنها تهدد بصدامات على الحدود لنرى تصعيدا للصراع في المنطقة،" مضيفة ان التصعيد السوري من شأنه زيادة احتمال وقوع صدامات حدودية مع تركيا وزيادة معاناة اللاجئين السوريين.
واضافت كلينتون انها بحثت الموضوع مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو، وان الرئيس باراك اوباما قد اتصل برئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان حول ذات الموضوع.
وقالت كلينتون: "نحن نراقب الوضع في سورية والدول المجاورة لها عن كثب. ما يحصل الآن نموذج آخر للمدى الذي يمكن ان يذهب اليه نظام الرئيس الاسد لقمع الشعب السوري بدل العمل بجدية لتلبية مطالبه المشروعة."
وقالت المسؤولة الامريكية إن الاسد قد اتخذ خطوة خطرة بنقل المواجهة الى الحدود مع تركيا، واضافت: "هذا تطور مقلق جدا من جانب السوريين. عليهم ان يعوا ما يفعلون، وحسبي انهم يعرفون تاريخهم، فهذه ليست المرة الاولى التي تؤدي استفزازاتهم الى اتخاذ الاتراك مواقف لحماية مصالحهم."
بحث
وكان داود اوغلو قد بحث مع نظيره السوري وليد المعلم الاوضاع على الحدود بين البلدين مع اقتراب قوات الامن والجيش السوريين من الحدود بين البلدين وفرار مئات السوريين الى داخل الاراضي التركية فيما دخلت الاحتجاجات في سورية يومها المئة.
واتصل الوزير التركي بالمعلم مع انتشار قوات الامن السورية على بعد مئات الامتار مع مخيم مؤقت اقامه نازحون من بلدة جسر الشغور وقراها على الحدود بين البلدين.
كما اتصل داوود اوغلو بمسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي لبحث الوضع في سورية حسبما اعلنت وكالة الاناضول التركية شبه الحكومية.
وقد شوهد قناصون ودبابات في قرية خربة الجوز القريبة من مخيم النازحين.
وشوهد قناصة واليات عسكرية من الجانب التركي من الحدود بينما اعتلى مسلحون اسطح بعض المباني في القرية.
وعبر مئات النازحين حاجز الاسلاك الشائكة على الحدود ودخلوا الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بعد كيلومتر شمال بلدة غوفيتشي التركية الحدودية.
كما شوهدت مجموعة من مئات الاشخاص على الطريق نفسها تسير باتجاه سيارات الدرك، حسب الوكالة.
وقال لاجيء كان مزارعا في جسر الشغور ذكر ان اسمه معن "انهم يهرولون مذعورين بعدما رأوا ما حدث لقراهم".
ويقيم آلاف النازحين على الجانب السوري من الحدود بعدما فروا من هجمات على قراهم وبلداتهم على مسافة ابعد الى الجنوب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يوجد اكثر من 11 الف لاجىء سوري في تركيا
وعبر اكثر من عشرة الاف لاجيء الى تركيا على مدى الاسبوعين الماضيين، ويقيمون الان في اربعة مخيمات رسمية.
ونشر الجيش السوري قواته على طول الطريق التي تربط بين حلب وتركيا.
كما نقلت وكالة رويترز عن نشطاء ان قوات الامن اقتحمت بلدة منغ شمالي مدينة حلب وسط اطلاق نار وفرار سكان البلدة وهي المرة الاولى التي تجرى مثل هكذا عملية في شمالي حلب.
مئة يوم
وبمناسبة مرور 100 يوم على اندلاع الاحتجاجات في سورية اصدرت لجان التنسيق المحلية وهي المسؤولة عن تنظيم انشطة المعارضة في الداخل بيانا تعهدت فيه بالاستمرار في "الثورة حتى اسقاط النظام" حسبما ما في بيان ارسلته اللجان الى وكالات الانباء.
واضاف البيان "مئة يوم وثورتنا مستمرة وهو ما يقتضي الى جانب استمرار النضال السلمي باشكاله كافة، العمل جاهدين على توحيد صفوفنا، ثوارا وأحزابا ومستقلين، يدا بيد من اجل تحقيق اهداف ثورتنا في الحرية والديمقراطية وبناء وطن حر لجميع أبناء سوريا".
وشدد البيان على التمسك "بوحدتنا الوطنية بغض النظر عن الدين او العرق او الطائفة, من اجل الوصول الى الدولة المدنية".
ودعا نشطاء المعارضة الى اضراب عام في سورية الخميس والى مظاهرات يوم الجمعة تحت اسم "سقوط الشرعية" عن الرئيس السوري بشار الاسد.
وتشير تقديرات إلى أن نحو 1300 شخص قتلوا خلال هذه الانتفاضة بينما اعتقل الآلاف.
وتتهم السلطات السورية المعارضين بأنهم على علاقة بما وصفتها بجماعات إرهابية في الخارج.
كما اعلنت ان مئات الاسر التي فرت الى تركيا قد عادت الى مدينة جسر الشغور بعدما "أعاد الجيش الأمن والطمأنينة إلى المدينة والحياة إلى طبيعتها" حسبما اعلنت وكالة انباء سانا الحكومية.
استنفار تركيوقال مراسل لبي بي سي زار خربة الجوز إن القرية مهجورة تماما، بينما قال سكان وصحفيون في قرية جوفيتشي التركية المحاذية للحدود إنهم شاهدوا نشاطا عسكريا سوريا في المنطقة.
وقال اوميد بكطاش، وهو مصور يعمل لوكالة رويترز، إنه شاهد الدروع السورية وهي تتخذ مواضع لها على الجانب السوري من الحدود فيما يبدو انه محاولة لمنع اللاجئين السوريين من الوصول الى المخيمات التي اقيمت على الجانب التركي.
وقد حشدت تركيا بدورها قواتها على الحدود.
ويقول جوناثان هيد مراسل بي بي سي في اسطنبول إنه من غير الواضح كيف سترد الحكومة التركية على قيام السوريين بمضايقة وملاحقة اللاجئين الذين يعتقدون انهم يتمتعون بالحماية التركية.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد دعا تركيا الى اعادة النظر في موقفها، مؤكدا ان انقره كانت دائما حليفا قويا لدمشق.
من جانب آخر، قالت السلطات السورية إنها رفعت بعض القيود للسماح للمعارضين بحضور مؤتمر يعقد في دمشق يوم الاثنين المقبل.
ولكن الاجراءات الجديدة لا تشمل سوى المعارضين المستقلين، إذ سيحضر على ممثلي الحركات المعارضة المشاركة في المؤتمر، فعلى سبيل المثال لن يسمح للموقعين على اعلان دمشق - وهو بيان ينادي بالاصلاح وقعه عدد من كبار المثقفين والمنشقين السوريين عام 2005 - حضور المؤتمر.