اتهم ناشطون سوريون قوات الأمن السورية باعتقال عشرات الاشخاص في حماة الأربعاء ورفعوا حصيلة القتلى في المدينة التي شهدت أكبر الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الأيام الأخيرة.
وتفيد تقارير بأن دبابات الجيش مازالت متمركزة خارج المدينة فيما أفاد شاهد عيان لبي بي سي بأن مصادمات وقعت بين قوات الأمن والمحتجين الذين يحاولون منع الجيش من دخول المدينة.
وأضاف شاهد العيان أن المتظاهرين وضعوا حواجز في بعض الطرق.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن بعض الدبابات تحركت لتتمركز في مواقع بعيدة عن المدينة حيث تتمركز قوات الأمن بصورة أساسية حول مقر حزب البعث ومقر قيادة الشرطة ومجمع أمني تابع للدولة.
ارتفاع حصيلة
ونقلت الوكالة عن عمار قربي رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان قوله إن عدد الذين قتلوا يوم الثلاثاء ارتفع إلى 22 إضافة إلى اعتقال المئات.
من جانبه قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان 23 شخصا توفوا في حماة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية وأن هناك أنباء عن قطع الماء والكهرباء صباح الاربعاء عن المدينة.
من جانبها ذكرت الوكالة العربية السورية للانباء أن شرطيا قتل في اشتباك مع جماعات مسلحة فتحت النار على قوات الأمن وألقت قنابل بنزين وقنابل مسامير.
ولم يذكر تقرير الوكالة أي وفيات بين المدنيين ولكن قال ان بعض "المسلحين" أصيبوا.
انتفاضة
يذكر أن حماة شهدت انتفاضة على حكم الرئيس السابق حافظ الأسد عام 1982، لكن قوات الحكومة السورية قمعتها بعنف مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص حينها، وتدمير اجزاء واسعة من المدينة ومن بينها احياء تاريخية بعد تعرضها لقصف الدبابات والمدفعية الثقيلة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تأتي حملة الاعتقالات بعد أيام من المظاهرات الكبيرة التي شهدتها حماة
وتمنع السلطات السورية معظم وسائل الاعلام المستقلة من العمل في سورية منذ اندلاع الاحتجاجات ولا يمكن التحقق من صحة التقارير الواردة من هناك.
ويقول نشطاء المعارضة السورية إن أكثر من 1300 شخص قتلوا برصاص القوات السورية منذ اندلاع مظاهرات الاحتجاج والمطالبة بالإصلاحات في مارس/ آذار الماضي، بينما تقول الحكومة السورية إن من أكثر من 500 جندي نظامي قتلوا برصاص من تصفهم بأنهم "بلطجية" وجماعات مسلحة.
منظمة العفو
من جانبها قالت منظمة العفو الدولية في تقرير صادر الأربعاء إن أعمال القمع التي جرت قبل شهرين في بلدة تلكلخ القريبة من الحدود مع لبنان ربما تشكل جريمة ضد الانسانية.
وحثت منظمة العفو الامم المتحدة على احالة سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية وقالت ان تسعة أشخاص توفوا في المعتقل بعدما احتجزوا خلال العملية التي جرت في البلدة.
ووصفت المنظمة العملية بأنها "عملية أمنية مروعة" اعتقل فيها عشرات الرجال ومعظمهم تعرضوا للتعذيب.
وأضاف البيان "تعتبر منظمة العفو أن الجرائم التي ارتكبت في تلكلخ يمكن تصنيفها بأنها جرائم ضد الانسانية حيث يبدو أنها جزء من هجوم واسع ومنهجي على السكان المدنيين".
في غضون ذلك طالبت واشنطن بانسحاب القوات السورية من مدينة حماة ووقف "حملة الاعتقالات" ضد المتظاهرين.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن "الولايات المتحدة قلقة بشدة حيال استمرار الهجمات ضد المتظاهرين المسالمين في سورية".