أفاد المركز السوري لحقوق الانسان بأن ثلاثين شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات عنيفة دامت أربعا وعشرين ساعة بين أنصار الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه في مدينة حمص في وسط سوريا.
وتعد هذه المرة الأولى التي يقع فيها انقسام داخلي بين السكان في مدينة سورية.
وأوضح رامي عبد الرحمن مدير المركز أن الاشتباكات بدأت مساء السبت عندما أعيدت جثامين ثلاثة من أنصار الحكومة إلى ذويهم وقد تعرضت للتمثيل بها، مما دفع أقاربهم إلى الخروج للإنتقام.
وأضاف أن أغلب الوفيات وقعت برصاص مسلحين كانوا يختبئون في كمين، كما أن قوات الأمن لم تتدخل لاحتواء الموقف.
ولكن شاهد عيان أبلغ وكالة الصحافة الفرنسية من قبرص أن الاشتباكات كانت بين جماعة علوية وأخرى سنية وأنها وقعت في اثنين من أحياء حمص هما الحدارة والزهراء.
وقال ناشطون آخرون إن الجيش السوري يستعد الآن لمهاجمة بلدة الزبداني بالقرب من الحدود اللبنانية في مطاردة المحتجين . وكانت الزبداني قد شهدت عددا من الاحتجاجات ضد الحكومة السورية منذ بدء المظاهرات المناهضة لنظام الحكم في مارس الماضي.
حصار البوكمال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حمص بؤرة جديد ساخنة في سوريا
أما في الشرق فإن القوات السورية تتأهب لحصار بلدة البوكمال القريبة من الحدود مع العراق. ووصف وسائل الإعلام السورية الرسمية الوضع في البوكمال بأنه متفجر وقالت إن الجيش يستعد للتدخل هناك. وقالت صحيفة الوطن إن السلطات تخشى من أن تتيح الثورة المسلحة في تلك المدينة الفرصة أمام من وصفتهم بالمتسللين للحصول على أمدادات لوجيستيه.
ويسيطر التوتر والإغلاق العام على مدينة البوكمال المحاذية للحدود العراقية شرق سورية وسط معلومات عن استعدادات عسكرية تقوم بها السلطات لاستعادة السيطرة عليها بعدما فقدت هذه السيطرة منذ تظاهرات يوم الجمعة الماضي، إثر صدامات أدت إلى مصرع ستة من السكان، مما دفع بالسكان الى الهجوم على دار المحكمة ودائرة النفوس ومخفر الشرطة ومديرية المنطقة وعدة مراكز عامة وإحراق سيارات أمنية وسيطرة المتظاهرين على الساحة الرئيسية في المدينة.
ولكن وكالة الأنباء السورية "سانا" قالت إن عددا من "الإرهابيين المسلحين اقتحموا المرافق الحكومية في البوكمال وقتلوا ثلاثة من رجال الأمن واستولوا على أسلحتهم.
وتعتبر مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور من المدن التي لها امتدادات سكانية وعشائرية داخل الأراضي العراقية، مما يسمح لها بالتواصل عبر الحدود وعلى كافة الصعد.
إطلاق سراح معتقلين
وفي مدينة حماة في وسط سورية قال سكان لبي بي سي إن المدينة شهدت ليلة أمس الأحد حشدا من المتظاهرين في ساحة العاصي وسط المدينة رددوا الهتافات المطالبة بالحرية وإسقاط النظام في ظل غياب أمني كامل.
وأضاف السكان أن السلطات السورية قد أطلقت خلال اليومين الماضيين أكثر من 50 معتقلا كانوا قد أوقفوا خلال الأسابيع الأخيرة إثر المظاهرات المناهضة للنظام في المدينة.
كما أشار هؤلاء السكان إلى أن الدوائر الحكومية قد استعادت نشاطها منذ يوم أمس الأحد بعد توقف استمر لأكثر من 13 يوما كما بدأت المحال التجارية والبنوك فتح أبوابها. وحسب هؤلاء السكان، فإن نسبة كبيرة من الحواجز التي أقامها المحتجون قد أزيلت من الشوارع الرئيسية في المدينة إلا أن بعض الحواجز ما زالت قائمة في بعض الشوارع الفرعية، الأمر الذي شكل دافعا لسكان المدينة، الذين نزحوا عنها خوفا من عملية أمنية من قبل السلطات، بالعودة التدريجية إليها.
وكان اتفاق قد تم بين السلطات والشيخ مصطفى عبد الرحمن، إمام جامع السرجاوي في المدينة ومحافظ حماة أنس الناعم الأسبوع الماضي، قضى بإزالة المتظاهرين للحواجز والسماح بفتح الدوائر الرسمية والمحال التجارية والأسواق في المدينة مقابل أن تقوم السلطات بإطلاق سراح المعتقلين ووقف المداهمات والسماح بالتظاهر.
مظاهرات مؤيدة للأسد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تأييد للرئيس الاسد
وكان مئات الآلاف من السوريين قد شاركوا في مسيرة حاشدة مؤيدة للرئيس بشار الأسد في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق الأحد.
واختتمت المسيرة التي أُطلق عليها "مهرجان الوفاء للوطن" وتزامنت مع الذكرى الحادية عشرة لأداء الأسد القسم كرئيس للبلاد، بحفل فني كبير شارك فيه مطربون وفنانون سوريون وعرب وامتد إلى وقت متأخر من ليل الأحد/الاثنين.
عقوبات جديدة
وخارجيا حذر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ من أن نظام الحكم السوري قد يواجه مزيدا من العقوبات، كما جدد هيج دعوته للرئيس الأسد بأن ينفذ إصلاحات حقيقية أو أن يغادر السلطة.
وقال هيغ لدى وصوله إلى بروكسل للمشاركة في مؤتمر لوزراء خارجية الإتحاد الأوروبي "سيظل الموقف في غاية الخطورة، ولعله آخذ في التفاقم. والحقيقة أن الأمر متروك للشعب السوري ولكني أعتقد أن عليه (الرئيس الأسد) أن ينفذ إصلاحات أو يتنحى، ومن المؤكد ان سيأتي يوم يتعين فيه فرض عقوبات جديدة".
وكان الإتحاد الأوربي قد فرض عقوبات من بينها حظر سفر مسؤولين سوريين وكذلك تجميد ارصدة على نظام الحكم السوري ردا على ماقال الإتحاد إنه حملات قمع رسمي من النظام ضد الشعب السوري.