حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم السفيرين الامريكي والفرنسي من مغادرة دمشق إلى مناطق أخرى داخل سورية دون إذن رسمي، كما حذر بلديهما بفرض اجراءات صارمة، وذلك ردا على زيارة سفيري البلدين الى مدينة حماة منذ نحو أسبوعين.
وقال المعلم في كلمته خلال ندوة في جامعة دمشق إن "المطالب الشعبية المحقة والمشروعة في سورية تُستخدم لضرب الوحدة الوطنية كما تُستخدم ذريعة للتدخل الخارجي في سورية".
وقال المعلم عبر التلفزيون السوري الرسمي "اذا استمرت هذه المخالفة سنفرض اجراء وهو منع التجول في محيط يزيد على 25 كيلومترا". وتابع "ارجو الا نضطر الى هذا الاجراء".
من جهته طالبت الإدارة الأمريكية بالسماح لسفير واشنطن في دمشق بالتجول بحرية في أنحاء سورية.
وقالت المتحدثة بإسم الخارجية هايدي برونكي فولتون انه ينبغي السماح للدبلوماسيين بالتنقل بحرية "لتوثيق عمليات القمع ضد المحتجين المناوئين للحكومة، بعيداً عن وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان".
وزار السفيران الاميركي روبرت فورد والفرنسي اريك شوفالييه في يوليو/تموز الجاري مدينة حماة التي تبعد 210 كلم شمال دمشق وتشهد تظاهرات ضخمة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ونددت السلطات السورية بالزيارتين.
واوضح المعلم "نحن لم نطرد السفيرين لأن ذلك مؤشر على رغبتنا المستقبلية في علاقات افضل" مع واشنطن وباريس.
واكدت السفارة الاميركية ان زيارة فورد لحماة هدفت الى اظهار "التزام الولايات المتحدة بدعم حق الشعب السوري في التجمع والتعبير بحرية عبر تظاهرات
سلمية".
واتهمت وزارة الداخلية السورية فورد بلقاء "مخربين" وبتحريضهم "على العنف".
وتشهد سورية منذ اربعة اشهر حركة احتجاجات ضد نظام الاسد الذي رد بحملة اسفرت حتى الآن عن مقتل اكثر من 1400 مدني وتوقيف اكثر من 12 الفا ونزوح الآلاف بحسب منظمات حقوقية.
تهديد أممي
من جهته ندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء مرة جديدة بـ"تصعيد العنف" في سوريا وطالب السلطات السورية ب"الوقف الفوري" لقمع المعارضين.
وقال المتحدث باسمه مارتن نسيركي "ان الامين العام يتابع بقلق كبير تصعيد العنف ضد المتظاهرين المسالمين في سوريا. ودعا السلطات السورية الى وقف القمع على الفور".
وكرر بان كي مون بحسب المتحدث باسمه "دعوته الى اجراء حوار تشاركي يتمتع بمصداقية بدون تأخير".
ميدانيا، أفاد شهود عيان أن القوات السورية حاصرت ضاحيتي حرستا ودوما في ريف العاصمة، فيما تتواتر تقارير عن إطلاق نار كثيف في مدينة حمص.
يذكر أن نحو 50 شخصا على الاقل قد قتلوا خلال اربعة ايام من المواجهات الدامية في مدينة حمص بحسب تقارير الناشطين.
وتعد حمص أحدى مراكز حركة الاحتجاج في سورية، واتهم معارضون النظام السوري بالتحريض على العنف الطائفي.