كتب حسين سينو: كانت للثورات التي أجتاحت وتجتاح المناطق العربية في الآونة الأخيرة الكثير من التداعيات، حيث بدأ كل من هبَ ودبّ بالتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، والكثير من هؤلاء بقصد زعزعة الأمن والأستقرار في تلك البلدان من جهة ومن جهة اخرى بث التفرقة والنعرات الطائفية بين أفراد الشعب الواحد.
ومن ذلك ماقاله وكتبه البعض من الكتاب العرب والذين يتميزون بالنظرة الضيقة والشوفينية والعنصرية تجاه الشعوب الأخرى، بل أكثرمن هذا أن هؤلاء لاينتمون إلى المجتمع السوري، حيث ينادون بأن سوريا سوف تبقى عربية قالباً ومضموناً. وهنا يكمن الخلاف في أن المجتمع السوري يتكون من نسيج متنوع يعيش فيه العديد من الأديان "الإسلامية- المسيحية، الإيزيدية، الدرزية اليهودية، والإسماعيلية" والقوميات "العربية- الكردية وغيرها" منذ الآلاف السنين، والبعض منها تعيش على تراب سوريا قبل الإسلام ديناً والعرب قوميةً، ومن غير المقبول أن تفرض واحدة منها عقليتها وفكرها على الأطياف الأخرى وتنكر الأخرين، " فالمجتمع السوري كالحديقة فيه الكثير من الزهور"، ولكل واحدة منها خصوصيتها تستطيع هي فقط الحفاظ عليها وليس غيرها. اذن ليس لغير السوريين التدخل في شأن الوطن السوري الداخلي، بل عليه إحترام هذه الخصوصية، والكف عن فرض إيديولوجية معينة. وكل مانطالب به هو أن يتم تطبيق الديمقراطية القائمة على أساس حقوق الإنسان وحرياته في المجتمع السوري، ولايحق لمن لاينتمي إلى المجتمع السوري التدخل أو محاولة بث روح الطائفية ومحاولة زعزعة أمن المجتمع السوري، وعلى هؤلاء الالتفات إلى مجتمعاتهم ووضع النقاط على الحروف، والمطالبة بالحريات المهضومة والكرامة المهدورة من قبل السلطات التي تحكمهم، وعليهم ترك الشأن السوري للشعب السوري، وأن كان لابد من ذلك فعليهم فهم النسيج الذي يتكون منه المجتمع السوري والعمل على أن يحصل كل طيف على حقه في العيش الكريم، بعيد عن القمع والإضطهاد.
وكان الأحرى بهؤلاء وعوض نعت الكردي المظلوم بالنزعة الإنفصالية أن يتأسفوا ويندموا لما آلى إليه الوضع الكردي من الإضطهاد والقمع وماتعرض له الانسان الكردي من قتل وتهجير على يد البعض من الحكومات العربية المتعاقبة "حلبجة على سبيل المثال وليس الحصر " وأن يطالبوا بأن ينال الكردي حقوقه المشروعة وأن يُمنح حقه في تقرير مصيره.
وعليه على الفئات الحاكمة في سوريا أن تعي لللتنوع الموجود وان تعرف ماهية النسيج الذي تتكون منه سوريا وأن تمنح مكونات هذا النسيج حقها في العيش الكريم " كان عليها أن تدرك هذه الحقيقة وتمنح الكرد حقوقهم منذ عقود". وأن تسمح لهذه المكونات ان تمارس حرياتها وحقوقها السياسية والثقافية والاجتماعية لقطع الطريق أمام الأعداء والمتربصين.
ماجستير في العلوم السياسية
الرئيسية 
