أكاكالي (تركيا) (رويترز) - ضربت مدفعية الجيش التركي أهدافا داخل سوريا
يوم الأربعاء ردا على سقوط قذيفة مورتر أطلقت من سوريا وقتلت خمسة مدنيين
اتراك ودعا حلف شمال الاطلسي إلى الوقف الفوري "للأعمال العدوانية" لسوريا.
وفي أخطر تصعيد عبر الحدود في الانتفاضة التي بدأت قبل 18 شهرا في
سوريا ردت تركيا على ما سمته "القشة الاخيرة" عندما سقطت قذيفة المورتر على
حي سكني في بلدة أكاكالي الحدودية الجنوبية.
وعقد حلف شمال الاطلسي اجتماعا عاجلا في وقت متأخر من الليل لبحث
الموضوع. وقال الحلف في بيان بعد الاجتماع أنه يقف إلى جانب تركيا وحث
سوريا على الكف عن "الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي."
وقال مكتب رئيس الوزراء طيب أردوغان في بيان "ردت قواتنا المسلحة في
منطقة الحدود فورا على هذا الهجوم البغيض بما يتماشى مع قواعد الاشتباك.
ضربت اهداف من خلال قصف مدفعي لأماكن في سوريا حددها الرادار."
وتابع بقوله "لن تترك تركيا اطلاقا دون رد مثل هذه الأنواع من الاستفزازات من النظام السوري ضد امننا الوطني."
ولم ترد على الفور تفاصيل بشأن الهجمات التركية على سوريا ولم يتضح
من الذي أطلق القذيفة على الاراضي التركية غير أن مصادر أمنية قالت ان
تركيا تقوم بزيادة أعداد قواتها على امتداد الحدود.
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان السلطات السورية تحقق في مصدر قذيفة المورتر وحث على ضبط النفس.
ونقل التلفزيون السوري عن الزعبي قوله ان "الجهات المعنية في سوريا تدقق في مصدر النيران ... وتبحث في هذا الامر بشكل جدي."
وبعث الزعبي بتعازيه إلى الشعب التركي وقال ان بلاده تحترم سيادة البلدان المجاورة.
ومن المقرر أن يجري البرلمان التركي تصويتا يوم الخميس على مد العمل
بتفويض عمره خمسة أعوام لجيشها لتنفيذ عمليات عبر الحدود وهو اتفاق كان
يقصد به في الأصل السماح بشن ضربات على قواعد المقاتلين الأكراد في شمال
العراق.
وقال نائب عن الحزب الحاكم للتلفزيون التركي ان التصويت سيتم توسيعه الآن ليشمل تنفيذ عمليات في سوريا.
وتجمع سكان أكاكالي خارج مكتب رئيس البلدية خوفا من العودة لمنازلهم حيث كانت أصوات نيران المدفعية تدوي من بعيد في انحاء البلدة.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون تركيا على ترك كل قنوات
الاتصال مع سوريا مفتوحة. وفي وقت لاحق أصدر بيانا يدعو فيه "الحكومة
السورية إلى الاحترام الكامل لسلامة أراضي جيرانها وإنهاء العنف ضد الشعب
السوري."
وعبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن غضبها لسقوط
قذيفة المورتر من سوريا في اراضي تركيا وقالت ان واشنطن ستبحث مع انقرة
الخطوات التي ينبغي اتخاذها ووصفت انتشار العنف خارج حدود سوريا بأنه "وضع
خطير جدا جدا."
وترى واشنطن ان تركيا طرف محوري في دعم المعارضة السورية والتخطيط
لفترة ما بعد الأسد. لكن أنقرة وجدت نفسها معزولة بدرجة متزايدة وتشعر
بخيبة الأمل لغياب الإجماع الدولي بشأن كيفية انهاءالصراع.
وتناقض الرد العسكري التركي مع ضبط النفس النسبي الذي مارسته عندما اسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية في يونيو حزيران.
وعززت انقرة وجودها العسكري على الحدود التي تمتد بطول 900 كيلومتر مع سوريا ودعت الى عقد اجتماع لمجلس حلف شمال الاطلسي.
وقال سفراء الحلف في بيان بعدما عقدوا الاجتماع النادر في وقت متأخر
من الليل "يواصل الحلف الوقوف بجوار تركيا ويطالب بالوقف الفوري لكل مثل
هذه الاعمال العدوانية ضد دولة حليفة ويحث النظام السوري على انهاء
الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي."
وهذه هي المرة الثانية في تاريخ حلف شمال الاطلسي الممتد 63 عاما
التي يجتمع فيها الاعضاء بموجب البند الرابع من ميثاقه الذي يقضي باجراء
مشاورات عندما يشعر بلد عضو بأن سلامة اراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه
في خطر.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج "هذا الحادث هو القشة الاخيرة. تركيا دولة ذات سيادة تعرضت أراضيها لهجوم."
ونقلت وكالة جيهان التركية للانباء عنه قوله "يجب ان يكون هناك رد على ذلك بموجب القانون الدولي."
ويقول نشطاء ان نحو 30 الف شخص قتلوا في انحاء سوريا في الانتفاضة التي تحولت الى حرب أهلية شاملة.
واشتد العنف داخل سوريا يوم الاربعاء حيث هزت ثلاثة تفجيرات
انتحارية بسيارات ملغومة وهجوما بقذائف المورتر منطقة تسيطر عليها الحكومة
بالقرب من ناد لضباط الجيش في وسط مدينة حلب بشمال البلاد مما أدى الى مقتل
48 شخصا وفقا لتقديرات نشطاء.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]