[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]جنيف (رويترز) - طالبت الولايات المتحدة سوريا يوم الاثنين بالسماح بدخول المساعدات الى المنطقة القديمة في حمص حيث "يتضور الناس جوعا" بينما تعثرت محادثات السلام في مزيد من العراقيل المتعلقة بمصير الرئيس بشار الأسد.
وقالت الحكومة السورية إن بإمكان النساء والأطفال مغادرة المدينة المحاصرة وان على مقاتلي المعارضة تسليم اسماء الرجال الذين سيظلون في المدينة لكن متحدثا باسم الخارجية الامريكية قال ان الاجلاء ليس بديلا للمساعدات الفورية.
وقال المتحدث ادجار فاسكويز "نعتقد جازمين انه يتعين على النظام السوري الموافقة على ادخال القوافل لتسليم المساعدات الانسانية التي يحتاجها الناس بشدة الى مدينة حمص القديمة الان...الوضع بائس والناس يتضورون جوعا."
وأضاف أن سكان حمص يجب الا يجبروا على ترك منازلهم وتشتيت اسرهم قبل الحصول على المساعدات والمعونات الاخرى.
وقال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي إنه يأمل أن تتناول محادثات يوم الاثنين في جنيف القضية الرئيسية المتمثلة في المستقبل السياسي لسوريا والأسد لكن الطرفين تبنيا على الفور مواقف متصلبة ازاء تلك القضية.
وقال الابراهيمي "أقول لكم من جديد اننا لم نتوقع قط اي معجزة. ما من معجزات هنا. لكننا سنواصل ونرى ان كان من الممكن تحقيق تقدم."
وقال التلفزيون السوري إن وفد الحكومة السورية قدم "ورقة مباديء اساسية" لا تتطرق إلى انتقال السلطة.
وتنص "ورقة المباديء الاساسية" على أن السوريين لهم الحق الحصري في اختيار نظامهم السياسي "بعيدا عن اي صيغ مفروضة" في إشارة على ما يبدو إلى مطالب قوى غربية وإقليمية بتنحي الرئيس بشار الأسد وتسليم السلطة لحكومة انتقالية.
ورفضت المعارضة التي تريد أن يتنحى الاسد في اطار ترتيبات لحكومة انتقالية الوثيقة الحكومية المقترحة على الفور.
وقال كبير مفاوضي المعارضة في جنيف هادي البحرة ان هذا الاعلان خارج اطار جنيف الذي يركز على تشكيل هيئة حكم انتقالية وانه لا يتصدى للقضية المحورية.
وكانت حمص التي تحتل موقعا استراتيجيا في وسط شبكة الطرق الرئيسية في سوريا احدى ساحات القتال الكبرى. واستعادت قوات الأسد كثيرا من البلدات والقرى المحيطة بها العام الماضي مما ترك مقاتلي المعارضة تحت الحصار في وسط حمص نفسها ومعهم الاف المدنيين.
ويلعب الاطفال وسط الانقاض التي تملأ شوارع المدينة واظهرت صورة نشرت مؤخرا على موقع فيسبوك صبيا هزيلا يمسك لافتة كتب عليها ان كسر الحصار مطلب غير قابل للتفاوض.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مؤتمر صحفي يوم الاحد إن الحكومة ستسمح للنساء والاطفال بمغادرة وسط المدينة إذا فتح مقاتلو المعارضة ممرا آمنا لهم. وقال الإبراهيمي إن ما فهمه هو انه سيكون لهم مطلق الحرية لمغادرة حمص على الفور.
وقال دبلوماسيون غربيون إن الحكومة السورية ينبغي أن تتحرك سريعا للسماح بدخول المساعدات وإلا واجهت احتمال صدور قرار من مجلس الأمن التابع للامم المتحدة مع حث روسيا والصين على تغيير موقفيهما من تلك الخطوة.
وقال دبلوماسي "لا تزال الكرة في ملعب النظام. فهمنا أن تقريرا أرسل إلى دمشق طلبا للتعليمات."
وفي حمص قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة يطالبون برفع كامل للحصار عن المدينة لا مجرد وقف محدود لإطلاق النار. وأظهر تسجيل مصور بث على الإنترنت متظاهرين يحملون رايات إسلامية وينددون بمحادثات جنيف بوصفها "خيانة".
ويسلط ذلك الضوء على واحدة من الصعوبات التي تعترض محادثات جنيف وهي ان وفد المعارضة لا يمثل إلا بعضا من القوى المقاتلة في الداخل ولا يمثل الجماعات الإسلامية المرتبطة بالقاعدة على سبيل المثال.
وسلم الإبراهيمي بأن المحادثات التي انطلقت بمؤتمر دولي رسمي يوم الاربعاء بدأت بداية بطيئة وقال "هذا تفاوض سياسي... مفاوضاتنا ليست المكان الرئيسي الذي تناقش فيه القضايا الإنسانية."
وأضاف "لكنني اعتقد اننا شعرنا جميعا...انه لا يمكن البدء في عملية تفاوض بشأن سوريا بدون اجراء بعض النقاش عن الوضع الانساني السيء جدا جدا هناك."
وقال الإبراهيمي إن وفد المعارضة الذي طلب الافراج عن قرابة 50 الف معتقل وافق على طلب الحكومة تقديم قائمة بالمحتجزين لدى جماعات المعارضة المسلحة المختلفة رغم ان الكثير من هذه الجماعات التي تتقاتل فيما بينها لا تعترف بسلطة المفاوضين.
وقال المقداد إن الحكومة فحصت قائمة للمعارضة تضم 47 ألف شخص يعتقد أن قوات الأسد اعتقلتهم ووجدت ان معظمهم لم يعتقلوا قط أو افرج عنهم الآن. ونفى أيضا احتجاز أي اطفال.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى احراز تقدم بشأن المساعدات وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وتبادل السجناء.
وساعدت روسيا الأسد في مقاومة الضغوط الغربية لكنها تؤيد التوصل الى اتفاق للسلام عن طريق التفاوض لمنع انتشار الصراع.
وفيما يبرز صعوبة التنفيذ الفعلي لأي اتفاق ختى لو كان مجرد ترتيبات محلية قالت وكالة تابعة للامم المتحدة تحاول ارسال مساعدات لحي محاصر في دمشق إن نقاط تفتيش حكومية اعاقت عملها برغم تأكيدات الحكومة انها ستسمح بعمليات التوزيع.
من ستيفاني نيبيهاي ومريم قرعوني
(شاركت في التغطية اريكا سولومون وتوم مايلز - إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)