النعمة عظيمة و أثرها كبير على النفس البشرية و حياتها ... حبانا الله تعالى بنعم كثيرة و علينا شكره عز و جل عليها لأن النعمة زوالة ...
تفكري أختاه في العالم بأسره كم من مريض في الأسَّرة البيضاء في المستشفيات لهم مدة و رؤوسهم على المخدة لابثين هناك لا يقوون على الحراك و لا على الكلام و منهم من لا يقوى حتى على السمع و النظر ..
منهم من فقد عقله و منهم من لا يستطيع الاعتماد على نفسه و القيام بأعماله الخاصة لوحده بسبب اعاقته ... منهم من حياته رهينة المرض و أيامه معدودة بسبب مرض عضال ألّم به ... و منهم كثيرون على هذه الحال ... نسأل الله لهم العافية و لنا السلامة ...
و أنتِ أختي في الله مرتاحة في بيتك ، آمنة في سربك ، معافاة في صحتك فاحمدي الله على هذه النعم العظيمة التي غيرك مغبون فيها ، يقول صلى الله عليه و سلم : "مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَى فِي بَدَنِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ، يَا ابْنَ جُعْشُمٍ يَكْفِيكَ مِنْهَا مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ ، وَمَا وَارَى عَوْرَتَكَ ، وَإِنْ كَانَ بَيْتًا يُوَارِيكَ فَذَاكَ ، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً تَرْكَبُهَا فَبَخٍ , فلقُ الْخُبْزِ وَمَاءُ الْجَرِّ ، وَمَا فَوْقَ الإِزَارِ فَحِسَابٌ عَلَيْكَ ." ... صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم ... نعم فقد حيزت لكِ الدنيا بأسرها ... لماذا لا نشكر الله في كل وقت و حين ...
مما لا شك فيه أنه بسبب زحمة الحياة و ركضنا ورآآءها و انشغالنا الدآآئم .... ننسى شكر الله على ما أعطاها لنا ... بيد أنه ليس سببا و لا عائقا مقنعا لكفّ اللسان عن الشكر و الذكر ... فالله تعالى منحنا هذه العطايا لنحمده عليها و لنوظفها فيما ينفعنا و ينفع الناس لا فيما يضرنا ... فمثلا من أكبر النعم التي نتغافل عنها اليوم هي نعمة الوقت ... الوقت مقدس و مهم في حياة المسلم و منها أوقات أنثى الله عليها في كتابه الكريم مثل العصر ، الضحى ، الفجر ..... فالوقت في الاسلام شيء مقدس و ثمين و أكد ذلك رسولنا الكريم في قوله ... نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ ... فالمسلم وقته عامر ، مشغول دائما بالعمل و الاجتهاد الحلال و بالذكر و الطاعة و يكرس وقته لينفع نفسه و غيره و مجتمعه ... فلا تضيعي أختي المسلمة هذا الكنز العظيم و هذه النعمة الكبيرة فيما لا ينفعك فما لا ينفعك يضرك أو ينقص من قيمة حياتك ... لا تسرفي كل وقتكِ في مشاهدة التلفاز و البرامج الغير نافعة و التي لا تسمن و لا تغني من جوع ... فسوف تحاسبين على هذا الوقت الضائع و تندمين على عدم استغلاله حق الاستغلال ... عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ , وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ , وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ , وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ " . ... فاحرصي حبيبتي على الاستغلال الأمثل للوقت بالعمل ، بالطاعة ، بالقراءة ، بالكتابة .....
و الحمد لله يستمر منّا و لا ينقطع ، فالحمد لله على كل النعم ظاهرة و باطنة ما علمنا منها و ما لم نعلم ... فالحمد صفة رفيعة و خلق جليل في المسلم السوي ...
فبالحمد تدوم النعم و بالجحود تزول و تفتر ...
بالحمد يزيدنا الله من فضله لقوله تعالى ... " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ × وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ.... "
فلا ننسى شكر الله على كل النعم و خاصة النعمتان المغبون فيهما كثير من الناس ... الصحة و الفرآآغ.... الحمد لله