أخي الكريم ... أختي الغالية:
تأملوا معي في هذه المواقف:
الأول:
- روى الأصمعي أنهوجد رجلاً من الأعراب يدعو ربه قائلاً: اللهم أمتني ميتة أبي خارجة!
فقال له: يرحمك الله وكيف مات أبو خارجة؟!
قال: أكل حتى امتلأ, و شرب حتى ارتوى, ونام فيالشمس, فمات: شَبعان ريَّان.
(ما رأيكم في هذه الأمنيةالجميلة؟!)
الثاني:
روى البيهقي و النسائي أن رجلاً من الأعرابجاءه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عقب غزوة خيبر بنصيبه من الغنائم وأخبروه أنهذا هو حقه الذي قسمه له رسول الله ... فقال هذا الإعرابي :
ما على هذا اتبعتك, و لكني اتبعتك على أن أرمى ها هنا -و أشار إلى حلقه- بسهمٍ فأموت فأدخلالجنة.
وصدق الله فصدقه الله واستشهد بعدها كما أراد ...
إذاً أخي / أختي:
هذان صنفان من الناس أضعهما أمامك … أحدهما كان كلهدفه من الدنيا العيش الرغيد والنوم المريح ... فعاش لذلك ومات على ذلك. أما الصنفالآخر فكان على بصيرة وهذى وقال: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة لذلك سمى بغايتهوارتقى بهمته ابتغاء هدف وضعه نصب عينيه وهو الجنة. عاش لهذا الهدف و مات في سبيلهفكان له ما أراد.
والآن تفكّر معي للحظات بهدوء ... و اسألنفسك:
من أيهما أنا؟!
لماذا أعيش في هذه الدنيا؟!
ما هو هدفي منالدنيا؟!
ماذا عليَّ أن أفعل؟!
إخواني و أخواتي:
هلخُلقنا لنحيا كما تعيش الدواب والأنعام: أكل وشرب ونوم وشهوات أم خلقنا لشيءٍآخر؟!
هل يُعقل بعد ذلك أن يكون أقصى هم الفتاة أن يقول عنها الناس جميلةفائقة الجمال؟!
هل يعقل أن يكون منتهى تفكير الشاب أن يعجب هذه ويصاحب هذه ويمشيمع هذه ويعاكس هذه؟!
هل هذا طريق أبناء خير أمةٍ أخرجتللناس؟!
الحمد لله الذي علَّمنا: "يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍوَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" وصلى الله وسلم علىمن قال: "لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابهفيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه".
سوف يُسأل كل منا عن عمره لحظة بلحظة: ساعة كذا في يوم كذا وساعة كذا منيوم كذا!
وما أصعب السؤال على من عاش عمره كله بلا هدف أو هوية ...
وأخيراً: أخي الفاضل, أختي الفاضلة:
ارسم طريق حياتك، خططلمستقبل ولا تنسَ هدفك الأسمى:
رضا الله ودخول الجنة^
الأمانة منقول