«لم يعد هناك طفولة في حلب»، هكذا يختصر محمد الحلبي، الناطق باسم تنسيقيات الثورة في المدينة وضع أطفالها لافتاً إلى أنهم وفي المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر يقفون على أبواب الأفران، ويلعبون ألعابا عسكرية مستمدين من المعارك الجارية حولهم وقائعها فينقسمون ما بين عناصر في الجيش الحر يحاربون مجموعة من الجيش النظامي. ويضيف: «هنا ولد يرفع على دراجته علم الثورة ويلف رأسه بعصابة سوداء وهنا مجموعة من الأطفال تفترش الرصيف لبيع ما توفر لدى العائلة».
أما وضع الأطفال ما دون الرابعة فمأساوي أكثر، فأمهاتهم غير قادرات على تأمين الحد الأدنى المطلوب من نظافتهم لا بل حتى بات عليهن أن يصطحبن أولادهن إلى خارج المدارس التي نزحوا إليها عند حاجتهم لدخول الحمام نظراً للأعداد الكبيرة التي تنتظر على أبواب حمامات المدارس.
وفي الأرقام يقول الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: «مدينة حلب تحوي اليوم ما يزيد عن 3 ملايين و400 ألف نسمة ما بين أهلها والنازحين إليها، 60% من أحيائها تقصف، 250 ألف نازح يمكثون في المدينة الجامعية، و100% من سكانها يعيشون في وضع مأساوي» مطالباً بتدخل المنظمات الإنسانية فوراً لإغاثة النازحين في حلب الذين يتخطى عددهم النازحين إلى دول الجوار، ويضيف: «نحن مقبلون على كارثة إنسانية مع حلول فصل الشتاء فلا خيم قادرة على استيعاب من هجروا من بيوتهم والبرد القارس بدأ يتسلل إلى خيم النايلون التي أقامها النازحون في الحدائق العامة» مطالباً «المجتمع الدولي بالتحرك لإغاثة حلب من خلال الأراضي التركية باعتبار أن المسافة التي تفصل بين الحدود التركية ومدينة حلب مسافة صغيرة».